10 نصائح للبقاء على قيد الحياة في ظل حكومة سيئة في أفريقيا 

أفريقيا هي واحدة من أكثر القارات نعمة في العالم أجمع، مع موارد طبيعية وفيرةمحميات للحياة البرية، ومناظر طبيعية خلابة، وسكانٌ ذوو موارد واعدة. ومع ذلك، لا تزال أفريقيا أفقر قارات العالم وأقلها نموًا. 

إذا كانت أفريقيا محظوظة إلى هذا الحد، فلماذا تتأخر في مواكبة بقية العالم من حيث التنمية؟ تعود بعض مشاكلها إلى حقبة ما قبل الاستعمار وفترة الاستعمار، مع استغلال العديد من الدول الأفريقية ومضايقة مواطنيها.

ومع ذلك، ليس من مصلحة أفريقيا الاستمرار في التمسك بمظالم الماضي ورفض دفع عجلة النمو. كأفارقة، علينا أن نكشف الحقيقة، وأن ندرك أن المشكلة التي تواجهها أفريقيا ناجمة في معظمها عن سوء الإدارة. 

يسود الفساد والجشع في أنظمة الحكم في العديد من الدول الأفريقية. يهتم الحكام بزيادة ثرواتهم أكثر من تحسين حياة المواطنين. بعض الدول أفضل حالاً من غيرها، لكن سوء الإدارة هو السبب الكامن وراء العديد من المشاكل التي تواجهها أفريقيا. 

تواجه العديد من الدول الأفريقية حاليًا العديد من المشكلات، بما في ذلك تقلب الأسعار، وارتفاع معدلات الجريمة وانعدام الأمن، والبطالة، وضعف البنية التحتية، وغيرها. وتنجم جميع هذه المشكلات عن سوء الإدارة. فالنظام الاقتصادي سيء، لذا لا يمكن لأحد الاعتماد على الاقتصاد كمصدر رزق. 

لم يعد جديدًا أن يلجأ الأفارقة غالبًا إلى وسائل جذرية لتخفيف وطأة الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة. في هذه المقالة، سأناقش عشر نصائح للنجاة من سوء الإدارة في أفريقيا: 

1. استثمر في تحسين الذات

يشهد عدد سكان أفريقيا نموًا هائلًا، إلا أن نمو البنية التحتية وفرص العمل يكاد يكون معدومًا. هذا يعني أن عدد السكان يفوق فرص العمل في العديد من الدول الأفريقية.

في الماضي، كان التعليم العالي يضمن لك وظيفة جيدة، أما اليوم، فمعظم الخريجين عاطلون عن العمل. سوق العمل في أفريقيا شديد التنافسية، وللتميز، تحتاج إلى علاقات ومهارات مطلوبة.

هذا يعني أنك كأفريقي، تحتاج إلى امتلاك مهارات وامتيازات أكثر من الشخص العادي. شهادة البكالوريوس لا تكفي أبدًا. أنت بحاجة إلى مهارات اجتماعية وشخصية ممتازة للقاء والتفاعل وبناء علاقات مع أشخاص قد يساعدونك على التقدم في مسيرتك المهنية. أنت بحاجة إلى مهارات متميزة للتميز في سوق العمل التنافسي. على الرغم من كل ذلك، قد لا تحصل على وظيفة مجزية، لذا عليك أيضًا تعلم مهنة لتتمكن من العمل لحسابك الخاص.

كل هذا يعني أنك ستحتاج إلى بذل الكثير من الوقت والجهد والمال لتطوير ذاتك. هذا سيزيد من فرصك الوظيفية ويفتح لك آفاقًا أوسع.

2. تثقيف نفسك حول السياسة

المعرفة ضرورية في كل مكان، وخاصةً في دولة ذات اقتصاد متقلب. ستتخلف عن الركب إذا لم تكن على دراية بالأحداث السياسية الجارية في بلدك. سياسة حكومية واحدة قد تُسهم في نجاح أعمال الناس أو فشلها، لكن الوعي بها مُسبقًا يُمكّنك من اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد أي آثار سلبية. 

لا يقتصر الوعي السياسي على الاطلاع على آخر المستجدات في البلاد، بل يتطلب منك اتخاذ خطوة إضافية والمشاركة بفعالية. عبّر عن رأيك في الوضع السياسي الراهن أينما وحيثما أمكن. خلال الانتخابات، صوّت للمرشح الذي تعتقد أنه سيُحدث تغييرات إيجابية في البلاد، وليس للمرشح الذي يُطلق أكبر عدد من الوعود ويُرشي أكبر عدد من الناس. 

إن معرفة حقوقك الإنسانية الأساسية شرط أساسي للنجاة من سوء الإدارة في أفريقيا، وإلا قد تُداس. دافع عن حقوقك دائمًا، وتأكد من أن كل من حولك يعلم أنك على دراية ولن تُهان.

3. خطط مسبقا

يحتاج كل بالغ إلى خطط قصيرة وطويلة المدى، خاصةً إذا كان يعيش في بلد يعاني من عدم استقرار اقتصادي، وهو ما تعاني منه العديد من الدول في أفريقيا. قد تكون الأمور صعبة، لكن وجود رؤية واضحة يُمكّنك من التركيز.

خطط لمستقبل مشرق لنفسك مهما كانت الصعوبات التي تواجهها البلاد، واعمل بجد لتحقيقه. عندما تعمل بذكاء واجتهاد، بخطة فعّالة نحو هدف قابل للتحقيق، ستنجح رغم سوء الإدارة في البلاد. 

4. ضع ميزانية لأموالك 

يجب أن يكون لديك ميزانية لكيفية إنفاق أموالك، بغض النظر عن دخلك. بطبيعة الحال، ستُدرج في ميزانيتك النفقات المتكررة كالطعام والسكن والملابس، بالإضافة إلى نفقات أخرى لا تقل أهمية كالرعاية الصحية وتعليم الأطفال. التزم بميزانيتك حرفيًا، إلا في حال وجود حالة طبية طارئة أو أي كارثة أخرى تتطلب إنفاقًا أكثر مما خططت له. 

لا تُنفق أموالك على التفاهات، بل على الضروريات فقط. لا تُحاول أن تعيش حياةً مُبذّرة وأنت تعلم أنك لا تستطيع تحمّلها. قلّل إنفاقك قدر الإمكان، وحاول الادخار شهريًا مهما كان المبلغ صغيرًا. 

5. استثمر، لا تدخر

في كل مرة تتقاضى فيها راتبك، عليك أن تتبنى عقلية الادخار. لا تتذرع بمبرر واهٍ مفاده أنه لا يوجد ما تدّخره لأن نفقاتك تفوق دخلك بكثير. ولأن الأيام الصعبة حتمية، فإن الادخار أمرٌ أساسي. 

مع ذلك، فإن التضخم في العديد من الدول الأفريقية يعني أن ادخار المال قد لا يكون قرارًا صائبًا، لذا بدلًا من الادخار، يُنصح بالاستثمار. بهذه الطريقة، تزيد قيمة أموالك بدلًا من بقائها كما هي أو انخفاضها. إذا كنت بحاجة لشراء جهاز أو أثاث أو أي سلعة معمرة، فاشترِها ولا تدخر المال، فقد يرتفع سعرها في المرة القادمة. 

عليك الموازنة بين الشراء والادخار والاستثمار. إذا احتجت إلى شيء، فاشترِه فور توفر المال لديك. استثمر أي فائض لديك. المبلغ الوحيد الذي يجب أن يكون في حساب التوفير هو صندوق الطوارئ. 

6. اكسب بالدولار

عملة العديد من الدول الأفريقية ضعيفة للغاية مقابل الدولار، لذا فإن دخلك بالدولار ضئيل، وسيصبح كبيرًا عند تحويله إلى عملتك المحلية. أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي البحث عن فرص عمل عن بُعد في الخارج والعمل من أي مكان.

تعلم مهارة قابلة للتسويق في الخارج، وابحث عن وظائف بأجور أقل. تُفضل الشركات توظيف المواطنين المحليين بطبيعتها، ولكن إذا استطعت تقديم نفس القيمة مقابل أجر أقل، فستكون ذا قيمة كبيرة بالنسبة لهم.

7. لديك عدة مصادر للدخل 

من غير المرجح أن يكفيك مصدر دخل واحد أنت وعائلتك، وحتى لو كان دخلك كافيًا، فلا يزال هناك خطر فقدان وظيفتك في أي وقت. لذلك، ستحتاج إلى مصدري دخل على الأقل. يمكنك إدارة عمل جانبي أثناء عملك بدوام كامل، أو العمل الحر عندما تكون أقل انشغالًا. 

هناك العديد من المشاريع الجانبية التي يمكنك استخدامها لتكملة دخلك الرئيسي، ولكن بقدر الإمكان ابحث عن مصدر دخل سلبي يولد لك دخلاً حتى أثناء نومك.

8. ابق على قيمك 

النظام في العديد من الدول الأفريقية مُحبط، لذا غالبًا ما يلجأ المواطنون إلى إجراءات قاسية للبقاء على قيد الحياة. قد يكون من السهل الوقوع في فخ الجريمة عندما لا تُجدي الطرق المُعتادة نفعًا. حتى لو بدا الأمر مُغريًا، عليك دائمًا البحث عن طرق مشروعة لكسب المال، وإلا فقد ينتهي بك الأمر في السجن وتُلحق الضرر بمستقبلك ومستقبل من بعدك.

كل شخص لديه قيمٌ غُرست فيه منذ الصغر، وعادةً ما تتضمن هذه القيم الامتناع عن ارتكاب جرائم شنيعة لكسب المال. هناك أناسٌ يعيشون حياةً كريمةً دون التورط في أعمالٍ قذرة، وقد تكون أنت أيضًا من هؤلاء. 

كلما شعرتَ بالإغراء، فكّر في قيمك وأهدافك وخطتك لحياتك. إذا كان ما تخطط له لا يتماشى مع هذه الأمور الثلاثة، فعليك تجنّبه.

9. حافظ على سلامتك وصحتك

هناك انعدام أمن كبير في العديد من الدول الأفريقية، لذا فأنت وعائلتك وممتلكاتك في خطر. لذلك، عليك الاستثمار بفعالية في وسائل الحفاظ على سلامتك. تجنب التنقل ليلًا قدر الإمكان، وخاصةً عند السفر لمسافات طويلة.

استثمر في أمن منزلك وممتلكاتك؛ استخدم بوابات عالية الجودة، وركّب كاميرات مراقبة، ووظّف حراس أمن، وما إلى ذلك. لا أحد يعلم من قد يتربص بك، لذا، بينما يجب عليك تشجيع التواصل مع الناس، عليك أيضًا توخي الحذر من نواياهم. 

تتزايد أيضًا الجرائم الإلكترونية، لذا عليك أن تكون على دراية بالأساليب التي يستخدمها المحتالون وحماية نفسك ضدهم. 

على نحوٍ مماثل، لا يزال نظام الرعاية الصحية في العديد من الدول الأفريقية ضعيفًا، وتكلف الفواتير الطبية مبالغ طائلة هذه الأيام. يعاني قطاع الصحة من هجرة الأدمغة وضعف البنية التحتية، لذا لا يمكن الاعتماد على النظام لإنقاذ حياتك. ولذلك، فإن عيش حياة صحية هو أعظم ما يمكن للمرء أن يقدمه لنفسه. 

10. الانتقال

على الرغم من اتباعك لجميع أفضل النصائح للبقاء على قيد الحياة في ظل الحكم السيئ في أفريقيا، فقد تجد أن البلد الذي تعيش فيه حاليًا أصبح محبطًا للغاية بالنسبة لك للعيش فيه. في هذه الحالة، يجب أن تفكر بجدية في الانتقال إلى الخارج. 

الخطأ الذي يقع فيه معظم الناس هو الانتقال دون بحث كافٍ. معظم الناس يهاجرون دون مراعاة الكثير من الأمور، وينتهي بهم الأمر بمعاناة أكبر مما عانوه في بلدانهم الأصلية. على سبيل المثال، يجب أن تعلم أنه على الرغم من وفرة فرص العمل في الدول المتقدمة، إلا أنها ستفضل مواطنيها دائمًا، مما قد يُجبرك على العمل في وظائف لا يفضلها المواطنون. كما أن الأمور ليست على ما يرام كما تبدو، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر للحصول على وظيفة. 

قبل الانتقال، تأكد من أنك قمت بإجراء بحث كافٍ، وأن لديك العقلية الصحيحة والاستعداد للقيام بأي عمل من أجل البقاء، والأهم من ذلك، أن يكون لديك مكان للإقامة أو ما يكفي من المال لدعم نفسك حتى تحصل على وظيفة. 

الخاتمة

لا يزال بإمكانك العيش برفاهية في أفريقيا وتحقيق النجاح حتى لو كان بلدك يعاني من سوء الإدارة. يجب أن تكون ذكيًا في نهجك، وأن تكون بارعًا في أساليبك. ستساعدك النصائح الواردة في هذه المقالة بشكل كبير على تجاوز الوضع الاقتصادي المتردي أينما كنت في القارة.   

حبيبة موسى

حبيبة موسى

حبيبة موسى كاتبة محتوى لدى MakeMoney.ng. تكتب بشكل رئيسي حول مواضيع التعليم والمهن والأعمال. تخصصها اللغة الإنجليزية، ولديها اهتمام كبير بالنمو والتطوير المهني.

المقالات: 204